صحة

تاثير “حمية أوكيناوا” علي طول العمر

تعتمد “حمية أوكيناوا” الغذائيَّة الشهيرة على انواع الأكل التقليديَّة الخاصَّة بسكَّان “جزيرة أوكيناوا” باليابان، ويعتبر طعامهم وأسلوبهم في الحياه من الاسباب الرئيسية التي تساعد علي تمتعهم بأطول عمر على هذا الكوكب.

فأوكيناوا، هي أكبر جزر ريوكيو الواقعة قبالة ساحل اليابان بين شرق الصين وبحر الفلبين. وفي الآتي، لمحةٌ عن حمية أوكيناوا، بما في ذلك نسختاها الأصليَّة والحديثة.

 

 

تعدُّ حمية أوكيناوا التقليديَّة منخفضة السعرات الحراريَّة والدهون، لكنَّها تعجّ بالكربوهيدرات بالمُقابل، وتُركِّز على الخضراوات ومنتجات الصويا، جنبًا إلى جنب كمِّيات ضئيلة من المعكرونة والأسماك. لكنَّ الحمية شهدت خلال السنوات الأخيرة بعض التحديثات التي أدَّت إلى إضافة المزيد من البروتين والدهون إليها، بدون أن يؤثِّر ذلك في سعراتها الحراريَّة القليلة، وأمر الكربوهيدرات، أسّها.

 

الأطعمة المسموح بها

 

تتعامل الثقافة الأوكيناويَّة مع الطعام كدواء، إذ تستخدم المغذِّيات في العديد من الممارسات الطبيَّة، كما يُشدِّد أسلوب الحياة في المنطقة على ممارسة النشاط البدني بصورة يوميَّة.
وعلى عكس اليابانيين الآخرين، يستهلك أهل أوكيناوا القليل من الأرز، فيما تُمثِّل البطاطس الحلوة مصدر الغذاء الرئيس، تليها الحبوب الكاملة، والبقوليات، والخضراوات الغنيَّة بالألياف.
وتشتمل حمية أوكيناوا التقليديَّة على:
• الخضروات (نحو 60% من مكوّنات الحمية): البطاطس الحلوة (برتقالية اللون والأرجوانيَّة)، والأعشاب البحريَّة، وطحلب الكلب، وبراعم الخيزران، والفجل الأبيض (دايكون)، والبطيخ المرّ، والملفوف، والجزر، والبامية الصينيَّة، واليقطين ، والبابايا الخضراء.
• الحبوب (33% من المكوّنات): الدخن والقمح والأرز والمعكرونة.
• مُنتجات الصويا (5% من المكوّنات): التوفو، والميسو، والناتو، و فول الإدامامي.
• اللحوم وثمار البحر (2% من المكوّنات).
• مكوّنات أخرى (1% من المكوّنات): الشاي والتوابل والداشي (مرق).
إشارة إلى أنَّه يُشرب شاي الياسمين بكمّ مفتوح في هذه الحمية، وكذا الأمر في شأن التوابل الغنيَّة بمضادات الأكسدة (الكركم، مثلًا).

الأطعمة الممنوعة:

 

حمية أوكيناوا التقليديَّة مُقيِّدة لمتتبعها، مُقارنة بالحميات الغربيَّة الحديثة. فالعزلة النسبيَّة لأوكيناوا، وجغرافيا الجزيرة، جعلت الوصول إلى مجموعة واسعة من الأطعمة في معظم تاريخها غير مُمكن. وبالتالي، ولاتباع هذا النظام الغذائي، سيكون هناك تقييد للمجموعات الآتية من الأطعمة:
• اللحم البقري والدواجن واللحوم المصنَّعة (اللحم المُقدَّد والسلامي والـ”هوت دوغ” والنقانق…)، واللحوم الأخرى المعالجة.
 المنتجات الحيوانيَّة، مثل: البيض ومنتجات الألبان، بما في ذلك الحليب والجبن والزبدة والزبادي.
• الأطعمة المُصنَّعة، مثل: السكَّريات المُكرَّرة، والحبوب، وحبوب الفطور، والوجبات الخفيفة، وزيوت الطبخ المصنعة.
 معظم البقوليات، بخلاف حبوب الصويا.
• الأطعمة الأخرى، كمعظم الفواكه، والمكسَّرات والبذور.
تجدر الإشارة إلى أنَّ النسخة الحديثة من حمية أوكيناوا تُتيح المزيد من المرونة، إذ تسمح لمتتبعها باستهلاك بعض الأطعمة ذات السعرات الحرارية المنخفضة (الفاكهة، مثلًا)، لو أنَّها بالمُقابل تُقنِّن معظم الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية (منتجات الألبان والمكسَّرات والبذور).

طول العمر

أوكيناوا، هي موطن المعمِّرين، أي الأفراد الذين يعيشون لمائة سنة على الأقلِّ. لذا، يدَّعي أنصار هذه الحمية الغذائيَّة أنَّها تؤثِّر في طول العمر. وفي هذا الإطار، معلومٌ أنَّ المستويات المرتفعة من الجذور الحرَّة – أو الجزيئات التفاعليَّة التي تتسبَّب بالتوتُّر والإجهاد والأضرار الخلويَّة في جسمك – تسرِّع الشيخوخة. بالمُقابل، تشير مجموعة من البحوث إلى أن الأطعمة الغنيَّة بمضادات الأكسدة قد تُبطئ عمليَّة الشيخوخة عن طريق حماية الخلايا من أضرار الجذور الحرَّة، وتقليل الالتهاب. وتشتمل حمية أوكيناوا التقليديَّة على الأطعمة النباتيَّة، التي توفِّر كمًّا مرتفعًا من مضادات الأكسدة ومضادات الالتهابات، والتي من المحتمل أن تعزِّز طول العمر. كما أن الغذاء قليل السعرات الحراريَّة الغنيّ بالكربوهيدرات، وقليل البروتين، قد يُعزِّز أيضًا طول العمر. فقد لحظت دراسات أُجريت على الحيوانات أن اتباع نظام غذائي مقيَّد السعرات الحراريَّة، ويشتمل على الكربوهيدرات بصورة أكبر من البروتين يميل إلى دعم طول العمر، مقارنة بالنظام الغذائي الغني بالبروتين. لكن، هناك حاجة إلى المزيد من البحوث لفهم الطريقة التي يمكن أن تسهم بها حمية أوكيناوا في إطالة عمر الإنسان.

السابق
تفاصيل رجيم عذاري لانقاص الوزن
التالي
رجيم الفاكهة والخضراوات لخسارة الوزن الزائد

اترك تعليقاً