قصص وأخبار

تعرفي علي قصة سمية أم عمار

فى هذا الموضوع نتعرف على الشهادة في الإسلام وماهى قصة سمية أم عمار

الشهادة هي مرتبةٌ عظيمةٌ في الإسلام يحصلُ عليها المسلمُ عند الموت، ولها مراتب عديدة فالشهادة لا تنحصرُ بالقتل في سبيل الله تعالى، لكنَّ أعلاها مرتبة الموت في سبيل الله تعالى: “ولا تَحسبنَّ الذِين قُتلوا في سَبيلِ اللهِ أموَاتًا بل أحيَاءٌ عندَ ربِّهم يُرزَقُون * فرحينَ بما آتاهُم اللهُ من فضلِه” [١]، وجزاء الشهادة عند الله مغفرةُ الذنوب جميعًا إلا الدين، قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم-: “إنَّ الشَّهيدَ يغفرُ لَهُ كلُّ شيءٍ إلَّا الدَّينَ” [٢]، وهذا المقال سيتحدَّث عن الصحابية سمية أم عمار وما تضمَّنته قصتها من عبر.</span>

سمية أم عمار

سمية أم أعمار هي سمية بنت خباط وقيل بنت خياط من المسلمين السابقين الأوائل في الإسلام، وهي من مشاهير الصحابيَّات -رضي الله عنها- كانت أمةً لأبي حذيفة بن المغيرة بن عبد الله المخزومي فزوَّجها من حليفه ياسر بن عامر بن مالك العنسي وهو والد عمَّار بن ياسر فولدت له عمارًا فأعتقه أبو حذيفة، وهي واحدة من الأشخاص السبعة الذين أعلنوا إسلامهم في مكة المكرمة وأظهروه من غير بني هاشم، وقد لقيت جرَّاء ذلك شتى أصناف العذاب حتى ترجعّ عن الإسلام لكنَّها صبرت ولم ترجع عن دينها، وهي أول شهيدة في الإسلام حيث توفيت في مكة المكرمة سنة 7 قبل الهجرة، قال مجاهد: “أوَّل شهيدٍ استشهدَ في الإسلام سمية أم عمار”. [٣]</span> [٤]

قصة سمية أم عمار

لمَّا أسلمت سمية أم عمار -رضي الله عنها- هي وزوجها ياسر بن عامر وابنها عمار بن ياسر وأخوه عبد الله وهؤلاء هم آل ياسر -رضي الله عنهم-، غضبَ عليهم مواليهم بنو مخزومٍ غضبًا شديدًا، وصاروا يصبُّون عليهم شتَّى أصناف العذاب، يريدون منهم أن يرجعوا عن الإسلام، قال ابن إسحاق: وكان بنو مخزوم يخرجون بعمار بن ياسر وبأبيه وأمه -وكانوا أهل بيت إسلام- إذا حميت الظهيرة يعذِّبونهم برمضاء مكة -أي على الرمل الحار من شدة حرارة الشمس-، فيمرُّ بهم رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- مواسيًا وقلبه يعتصرُ ألمًا على ما نزل بهم، فيقول وفي قوله تثبيتٌ لهم: “صبرًا آل ياسر فإنَّ موعدكم الجنَّة” [٥].

وأمَّا أمُّه أي سمية أم عمار فقتلوها وهي تأبى أن ترجع عن الإسلام، وذلك رغم كبر سنِّها -رضي الله عنها- إلا أنَّها ثبتت ثباتًا عجيبًا يعجز عنه الرجال الأصحاء أمام أبي جهل الذي كان يتولَّى تعذيبها، وهي ترفضُ أن ترجع عن الإسلام لو قيدَ أنملة، ثمَّ بعدَ أن أغلظت له القول طعنها أبو جهل في قُبلها بحربةٍ في يديه فماتت سمية أم عمار -رضي الله عنها- أمام زوجها وولدها، ولم تتنازل أبدًا عن شيء من الدين بثباتٍ أسطوريٍّ ليس له مثيل من امرأة تتحدَّى كبار كفار قريش، قال جابر -رضي الله عنه-: “يقتلوها فتأبى إلا الإسلام”، ورغمَ أنَّه لا إثمَ عليها لو أنَّها كفرت أو أظهرت للمشركين أنَّها رجعت عن دينها لكنَّها أبت إلا الثبات حتى الموت -رضي الله تعالى عنها-. [٦]

مضامين قصة سمية أم عمار

تتجلَّى في قصة سمية أم عمار أسمى آيات الجهاد والكفاح والتضحية في الإسلام، فقد صبرت سمية أم عمار صبرًا يعجز عنه الرجال رغم أنَّها كانت كبيرةً في السنِّ، وصبرت حتى قُتلت وفي هذه القصة قاعدة عريضة كُتبت بدمائها الطاهرة تحكي كيفَ يمكنُ لامرأة أن تضحي بنفسها وبروحها في سبيل دينها، وبقيت سمية أم عمار رمزًا في التضحة يستقي منه المسلمون معاني التضحية بكل معاناتها، وفي القصة أيضًا إظهار لعزة المؤمن أين ما كان ومهما كانت إمكانياته، وفيها الحضُّ على التمسُّك بالإيمان بالله تعالى رغم كل الشدائد والظروف والاعتماد عليه وحده، ويتَّضح منها أيضًا أنَّ الرجل والمرأة متساويان في حمل أعباء هذا الدين كلٌّ وفقَ ما أعطاه الله تعالى من قدرات وإمكانيات. [٧]

السابق
ما هي أسباب معركة صفين
التالي
أنواع الإساءات ضد الأطفال

اترك تعليقاً