العنف الأسري

ما هو حكم ضرب الزوجة

هل يجوز ضرب المرأة الزواج من ارفع العلاقات البشرية، وأنقاها، وأكثرها تناغما وانسجاما، ولا يحل لها أن تكون غير ذلك أبدا، فنرى الله في كتابه يسم تلك العلاقة بأنها عبارة عن مودة ورحمة، فالمودة في عطاء الزوجين لبعضهما، والرحمة في قبول الأخذ من بعضهما البعض، وذلك لمعنى عميق جدا فيعطيان كل ما يملكان لبعضهما، ولا يؤثران شيئا، وفي نفس الوقت يقبلان كل شيء يعطي حتى لو كان شرا برضا قلب، فالفقر مقبول، والغنى مقبول، والمرض مقبول، والمنع مقبول، والحب مقبول، والانزعاج مقبول، فهذا هو التعريف ومعنى الأنسب لكلمة مودة ورحمة بكل بساطة.

كانت هذه المقدمة ليفهم من يقرأ مقالي على ماذا هو مقدم أو هي، لأن ميثاق الزوج عهد باعطاء كل شيء وقبول كل شيء، ولا أعتقد أن زواجا يكتمل بغير هذين الشرطين؛ فهما الشرط الحافظ بل هما التعريف ومعنى الأنسب لكلمة الحب، ألا نسمع عن حبيبان يتقاتلان ويسبان بعضهما، نعم نفعل ولكنهما يقبلان من بعضهما كل شيء بل ويعطيان كل شيء حتى هذا فلا هو يبخل بالكتم ولا هي، وأيضا لا تنزعج من فضفضته بما في قلبه ولا هو كذلك.

فإذا وصلنا إلى هذه المرحلة فلن نصل أصلا إلى إيجاد حكم للضرب؛ لأنه لن يحدث أبدا، ولنتذكر بأن الضرب ليس من العطاء بل هو من الاعتداء لأنك لا تعطيها عندما تضرب بل تعتدي على الجسد الذي وهبها الله إياه فهو ليس ملكها فأنت تعطي روحها، وما أبيح لك من جسدها فقط، حتى لا يقع القاريء في اللبس بداية.

إن حكم الضرب حكم كثير الاختلاف فيه، متنوع الاجتهاد فيه بحسب الرؤية والظرف، فيجب على القارئ فيه أن يتريث كثير التريث قبل أن يرفع اليد ليضرب، وليتذكر أن الضرب المختلف فيه هو الضرب باليد في أمكنة غير الرأس والبطن، ويشمل الأطراف فقط، أما الضرب بالعصا، واستخدام أداة أخرى فهو حرام بغير اختلاف، والضرب باليد على الوجه أو الرأس أو البطن أو الصدر وغير الاطراف من اليدين والقدمين حرام بلا خلاف أيضا.

إن ما نتحدث عنه هنا: هو الضرب الواقع من كف اليد على الأطراف من اليدين والقدمين، ولعل الجمهور اتفق على أنه لا يحل للزوج أن يفعل ذلك إلا لأغراض محدودة فقط، ومنها المزاح بالضربة الخفيفة غير المؤلمة ولا المؤذية، والحالة الثانية التي جاز للزوج أن يفعل ذلك بزوجته أن تنشز عن زوجها أي أن تجاهره بالصوت الحاد وتقاتله على رجولته فتقلب نفسها مكانه وتتسلط عليه، وتنشز عن آدابها وأخلاقها بأمر شاذ يكرهه زوجها منها.

وذهب الناس إلى ذلك لشرط واحد التزموا به، وهو حدان حد القلب والروح وحد الجسد، فإن خرجت الزوجة عن هذا الحد وسلطان الحب والزواج، وذلك العقد الذي بينهما فإن قامت بقتل دورها الأنثوي فإنها قمعت وأنكرت نفسها، وقتلت زوجها بذات الاعتداء، فلا بد من اعادتها إلى ذلك بغير الكلام فقد خرجت عن حد الكلام، ولن يجدي نفعا ما ذهب إليه بلسانه مهما كان فالصوت عال، ولا آذان تسمع.

السابق
معنى العنف ضد المرأة
التالي
تعرف على حقوق التلميذ

اترك تعليقاً