أدب

الشاعر العالمي أوكتافيو باث حجر الشمس3

وعند مخرج جبيني أبحث،

أبحث ولا أثر، أبحث عن لحظة،

عن وجه للبرق والعاصفة

يعدو بين الأشجار الليليّة،

عن وجهٍ للمطر في حديقةٍ للظلمات،

عن ماء متشبّث يجري إلى جانبي،

.

أبحث ولا أعثر، أكتب في العزلة،

ليس من أحدٍ، يسقط النهار، يسقط العام،

وأنا أسقط مع اللحظة، أسقط إلى القعر،

في طريقٍ خفيٍّ عبر مرايا

تعكس صورتي المحطَّمة،

أدوس على أيّامٍ، على لحظاتٍ متجاوَزة،

أدوس على أفكار ظلّي،

أدوس على ظلي بحثًا عن لحظة،

.

أبحث عن تاريخٍ حيٍّ كطائر،

أبحث عن شمس الساعة الخامسة في مساء

تُفتر حدّته جدران التيثونْتل (حجر بركان):

الساعة كانت تُنضج عناقيدها

وعند تفتّحها كانت الصبايا يخرجن

من أحشائها الوردية وينتشرن

في باحات المعهد المبلّطة،

وكانت الساعة عاليةً كالخريف، تسير

متدثّرةً بالضياء تحت صفّ القناطر

وكان الفضاء المحيط يكسوها

جِلدًا مذهّبًا بكامله وشفّافًا،

.

نمرٌ بلون الضياء، يَحمور أسمر

حوالى الليل،

فتاةٌ تُلمَح متكئةً

على شرفات المطر الخضراء،

وجهٌ يافعٌ متعدّد الشكل،

نسيتُ اسمك يا ميلوسينا،

لورا، إيزابيلاّ، برسيفونا، ماريّا،

لكِ كلّ الوجوه، وليس لك أيّ واحد،

أنتِ كلّ الساعات، ولست أيّ واحدة،

أنتِ كالشجرة والغمامة،

أنتِ كلّ الطيور وأنتِ نجمة،

تُشبهين حدّ السيف

وكأسَ دم الجلاّد،

لبلابٌ يتقدّم أنتِ، يغطّي ويجتثّ

النفسَ ويفصلها عن ذاتها

السابق
الشاعر العالمي أوكتافيو باث حجر الشمس2
التالي
الشاعر العالمي أوكتافيو باث حجر الشمس4

اترك تعليقاً