قصص وأخبار

الحكمة من زواج النبي من صفية

فى هذا الموضوع نتعرف على زوج النبى صفية بنت حيي وما الحكمة من زواج النبي من صفية

هي صفية بنت حيي بن أخطب، من بني النضير، ويرجع نسب بني النضير إلى نبي الله هارون بن عمران، أمُّها برة بنت سموأل منبني قريظة الذين يرجع نسبهم إلى نبي الله يعقوب، وهي أمُّ المؤمنين من بني إسرائيل، امرأة ذات مكانة بين قومها، وكانت قبل الإسلام تدين باليهودية، وقد تزوجها سلام بن مشكم القرظي ثمَّ هجرها، فتزوجت كنانة بن الربيع النضري الذي مات يوم فتح خيبر، وقد توفيت صفية بنت حيي في المدينة المنورة سنة خمسين للهجرة، ودُفنت في مقبرة البقيع، وهذا المقال سيسلِّط الضوء على قصة زواج النبي من صفية بنت حيي. [١]

قصة زواج النبي من صفية

قبل الدخول في قصة زواج النبي من صفية بنت حيي -رضي الله عنها-، إنَّ من الجدير بالذكر أنَّ صفية بنت حيي بن أخطب تزوَّجت قبل أن تسلم من رجل يُسمَّى سلامة بن مكشوح القرظي وقيل اسمه سلام بن مشكم، وهو فارس من فرسان قومه وشاعر من شعرائهم، ثمَّ تزوجت من كنانة بن أبي الحقيق الذي مات مقتولًا على يد المسلمين في خيبر، وبعد فتح خيبر ومقتل زوجها كنانة، أخذت صفية بنت حيي أسيرة مع أسرى المسلمين، فاصطفاها رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- لنفسه، فأعتقها وخيرها بين أن تعتنق الإسلام وتكون زوجة رسول الله، أو بين أن تبقى على دينها وتلحق بقومها، فقالت: “يا رسول الله! لقد هويتُ الإسلام وصدقت بك قبل أن تدعوني، حيث صرت إلى رحلك وما لي في اليهودية أرب، وما لي فيها والد ولا أخ، وخيرتني الكفر والإسلام، فالله ورسوله أحب إليَّ من العتق وأن أرجع إلى قومي”، فما كان من رسول الله إلَّا أن أعتقها وتزوجها.

وقد روى عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- ما يأتي: “كان بعينَي صفيَّةَ خُضْرةٌ، فقال لها النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: ما هذه الخُضْرةُ بعينيكِ، قالت: قلْتُ لزوجي: إنِّي رأيْتُ فيما يرى النَّائمُ، كأنَّ قمرًا وقَع في حِجري فلطَمَني، وقال أتُريدين مَلِكَ يَثْرِبَ؟، قالت: وما كان أبغضَ إليَّ مِن رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- قتَل أبي وزوجي، فما زال يعتذِرُ إليَّ، وقال: يا صفيَّةُ إنَّ أباكِ ألَّب عليَّ العربَ وفعَل وفعَل حتَّى ذهَب ذلك مِن نَفْسي” [٢]، الله تعالى أعلم. [٣]

الحكمة من زواج النبي من صفية

بعد الحديث عن قصة زواج النبي من صفية بنت حيي، تجب الإشارة هنا إلى ما وردَ في الصحيح فيما روى أنس بن مالك -رضي الله عنه- إنَّ رجلًا من المسلمين اسمه دحية، جاء إلى رسول الله فقال له: “يا رَسولَ اللهِ، أَعْطِنِي جَارِيَةً مِنَ السَّبْيِ، فَقالَ: اذْهَبْ فَخُذْ جَارِيَةً، فأخَذَ صَفِيَّةَ بنْتَ حُيَيٍّ، فَجَاءَ رَجُلٌ إلى نَبِيِّ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- فَقالَ: يا نَبِيَّ اللهِ، أَعْطَيْتَ دِحْيَةَ صَفِيَّةَ بنْتَ حُيَيٍّ سَيِّدِ قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرِ؟ ما تَصْلُحُ إلَّا لَكَ، قالَ: ادْعُوهُ بهَا، قالَ: فَجَاءَ بهَا، فَلَمَّا نَظَرَ إلَيْهَا النبيُّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- قالَ: خُذْ جَارِيَةً مِنَ السَّبْيِ غَيْرَهَا، قالَ: وَأَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا” [٤].

أمَّا الحكمة المستخلَصة من قصة زواج النبي من صفية بنت حُيي فقد أوردَها الإمام النووي في شرح هذا الحديث الشريف، حيث قال: “رأى في إبقائها لدحية مفسدة لتميُّزه بمثلها على باقِي الجيش، ولمَا فيه من انتهاكِها مع مرتبتها وكونِها بنت سيّدهم، ولما يخاف من استعلائها على دحية بسبب مرتبتِها، وربَّما ترتَّبَ على ذلك شِقاق أو غيرُهُ، فكان أخذهُ -صلَّى الله عليه وسلَّم- إياها لنفْسِهِ قاطعًا لكلِّ هذه المفاسد المتخوفة”، ويمكن القول أيضًا إنَّ الحكمة من زواجه هو أن يبين للناس أنَّه لا حرمة في أن يأخذ المسلم سبية ويعتقها ويجعلها زوجة له في الإسلام، والله تعالى أعلم. [٥]

السابق
معلومات عن قصة أصحاب الكهف
التالي
ما هي أسباب معركة صفين

اترك تعليقاً